أ لمْ یأْن للذین آمنوا، علماء تفسیر مختلف‏اند، در سبب نزول این آیة، مقاتل و کلبى گفتند در شأن منافقان فرو آمد بعد از هجرة بیک سال، منافقان از سلمان درخواست کردند که ما را از تورات سخنى گوى که در تورات عجائب است، بجواب ایشان آیة فرود آمد که نحْن نقص علیْک أحْسن الْقصص، سلمان ایشان را گفت القرآن احسن من غیره قرآن از همه نیکوتر و با بیان‏تر، چه حاجت است بغیر قرآن، ایشان مدتى فرو گذاشتند باز دیگر همان سوال کردند از سلمان و بجواب ایشان آیت فرود آمد که الله نزل أحْسن الْحدیث، نیکوتر سخنى که الله از آسمان فرو فرستاد این قرآن است.


ایشان یک چند از این سوال خاموش گشتند، آن گه سیم بار همین درخواست کردند از سلمان که: حدثنا عن التوریة فان فیها العجائب، این آیة فرود آمد: أ لمْ یأْن للذین آمنوا أنْ تخْشع قلوبهمْ لذکْر الله و ما نزل من الْحق، یعنى اما حان لهم وقت الاخلاص و قد ظهرت لهم الآیات و المعجزات، این منافقان که ایمان بظاهر آورده‏اند بر زبان، بى‏اخلاص دل، هنوز وقت آن نیامد که دلهاشان باخلاص ایمان آرد و سر بر خط قرآن نهند که فرستاده خداست براستى و درستى.


ابن عباس و جماعتى گفتند که عتابى است که از الله تعالى بمومنان صحابه فرود آمد بعد از نزول قرآن بسیزده سال از آنک طبیعت فراوان و خنده و نشاط لختى در ایشان پدید آمد و عبد الله مسعود گفت: ما بین اسلامنا و بین ان عوتبنا بهذه الایة الا اربع سنین و قد روى سبع سنین، و المعنى ا لم یحن للذین آمنوا ان تخشع و ترق و تتواضع و تلین قلوبهم لذکر الله، و ما نزل قرأ نافع و حفص عن عاصم: نزل بالتخفیف و قرأ الباقون بالتشدید من الْحق و هو القرآن تقول انى وقت کذا یأنی آناء و اینا و آن یأین مثل حان یحین و الخشوع هو الخبوع و الخضوع و اصله الاتضاع للحق مع الخلق و اخبات القلب و سمى الله الارض خاشعة و الأبصار خاشعة یوم القیامة و لا یکونوا یعنى و ان لا یکونوا محله نصب بالعطف على تخشع و قرأ یعقوب بروایة رویس «و لا تکونوا» بالتاء على النهى اى لا تکونوا ایها المومنون کالذین أوتوا الْکتاب منْ قبْل و هم الیهود و النصارى، فطال علیهم الامد اى الزمان بینهم و بین انبیائهم فقست قلوبهم، و المعنى ان الله عز و جل ینهى المومنین ان یکونوا فى صحبة القرآن کالیهود الذین قست قلوبهم یعنى لما طال علیهم الدهر.


روى ان ابا موسى الاشعرى بعث الى قراء البصرة فدخل علیه ثلاثمائة رجل و قد قرءوا القرآن فقال انتم خیار اهل البصرة و قراوهم فاتلوه و لا یطولن علیکم الامد فتقسو قلوبکم کما قست قلوب من کان قبلکم.


در بعضى اخبارست که بنى اسرائیل چون روزگار دراز بى‏پیغمبر بر ایشان بگذشت دلهاى ایشان سخت شد و کتاب خدا بگذاشتند و از بر خویش کتابى بنهادند بهوا و مراد خویش، آن گه گفتند این کتاب بر فلان عالم از علماء ایشان عرضه کنید اگر متابعة ما کند و الا بکشید او را که بعد از وى کس در آن مخالفت ما نکند. آن مرد عالم ورقى از کتاب الله تعالى زیر جامه خویش تعبیه کرد، چون ایشان گفتند ایمان دارى باین کتاب یعنى این که ساخته ماست، عالم دست بزیر جامه برد و اشارت بکتاب خداوند کرد گفت باین کتاب ایمان آوردم، ایشان باین فریفته گشتند و از وى بازگشتند. پس این عالم را اصحاب بودند و ازین قصه بعد از وفات وى خبر بداشتند و اتباع دین وى بنى اسرائیل مختلف شدند تا هفتاد و اند فرقت گشتند و بهینه ایشان اصحاب آن عالم بودند. حق تعالى با مومنان صحابه خطاب میکند که در صحبت قرآن چون آن جهودان مباشید که درنگ و روزگار بر ایشان دراز شد تا دلهاشان سخت شد و از طاعت و فرمان ما بیرون شدند.


روى ان عیسى (ع) قال لا تکثروا الکلام بغیر ذکر الله عز و جل فتقسو قلوبکم فان القلب القاسى بعید من الله و لا تنظروا فى ذنوب العباد کانکم ارباب و انظروا فى ذنوبکم کانکم عبید فانما الناس رجلان: مبتلى و معافى، فارحموا اهل البلاء و احمدوا الله على العافیة.


اعْلموا أن الله یحْی الْأرْض بعْد موْتها قدْ بینا لکم الْآیات لعلکمْ تعْقلون اى کما احیا الارض بعد موتها کذلک یحیى الموتى و قیل کما احیا الارض یحیى الکافر بالایمان و قیل کما احیا الارض یلین القلوب القاسیة لیتفکروا فى الآیات.


إن الْمصدقین و الْمصدقات، قرأ ابن کثیر و ابو بکر عن عاصم بتخفیف الصاد فیهما من التصدیق یعنى المومنین و المومنات و قرأ الآخرون بتشدید الصاد اى المتصدقین و المتصدقات فادغمت التاء فى الصاد، و أقْرضوا الله قرْضا حسنا بالصدقة و النفقة فى سبیل الله، یضاعف لهمْ، ذلک القرض الحسنات من عشر امثالها الى ما شاء الله من الاضعاف.


قرأ ابن کثیر و ابو جعفر یضعف بالتشدید، و لهمْ أجْر کریم ثواب حسن فى الجنة و قیل أجْر کریم ما حسن منظره و سهل مناله و دام نماه، و الذین آمنوا بالله و رسله أولئک هم الصدیقون، الصدیق هو الذى یصدق قوله و فعله و عهده تقول صدق فلان القتال اذا ثبت فیه، و لقدْ صدقکم الله وعْده، اى فى وعده قال الضحاک الصدیقون ثمانیة نفر من هذه الامة سبقوا اهل الارض فى زمانهم الى الاسلام: ابو بکر و على و زید و عثمان و طلحه و الزبیر و سعد و حمزة بن عبد المطلب و تاسعهم عمر الخطاب الحقه الله بهم لما عرف من صدق نیته، و الشهداء عنْد ربهمْ، اختلفوا فى نظم هذه الآیة منهم من قال هى متصلة بما قبلها و الواو واو النسق و الآیة عمت جمیع المومنین و المومنون کلهم صدیقون شهداء، قال مجاهد کل مومن صدیق شهید و تلا هذه الآیة و معنى قوله: عنْد ربهمْ، على هذا التأویل اى فى علمه و حکمه و الشهداء هم عدول الآخرة کقوله: و تکونوا شهداء على الناس.


و قال قوم تم الکلام عند قوله: هم الصدیقون ثم ابتدأ فقال: و الشهداء عنْد ربهمْ و الواو واو الاستیناف، و الشهداء هم المقتولون فى سبیل الله لان الشهید اذا اطلق تناول المقتول فى سبیل الله و هم الذین قال تعالى و لا تحْسبن الذین قتلوا فی سبیل الله أمْواتا، الى قوله: عنْد ربهمْ یرْزقون، و قیل الشهداء على ثلث درجات. الدرجة الاولى الشهید بین الصفین و هو اکبرهم درجة ثم کل من قضى بقارعة او بلیة، و هى الدرجة الثانیة مثل الغریق و الحریق و الهالک فى الهدم و المطعون و المبطون و الغریب و المیتة فى نفاسها و المیتة بجمع و المیت یوم الجمعة و لیلة الجمعة و المیت على الطهارة و الدرجة الثالثة ما نطق به هذه الآیة العامة للمومنین.


روى عن البراء بن عازب ان النبى (ص) قال مومنوا امتى شهداء ثم تلا هذه الآیة


و قوله: لهمْ أجْرهمْ و نورهمْ الذى یعطون فى القیامة لیهتدوا به الى طریق الجنة و یجوزوا به على الصراط، و قیل نورهم فى الدنیا، و الذین کفروا و کذبوا بآیاتنا اى بالقرآن، أولئک أصْحاب الْجحیم اى سکان النار.


اعْلموا أنما الْحیاة الدنْیا اى ان الحیاة الدنیا و ما صلة اى الحیاة القربى فى الدار الاولى، لعب، اى عبث و باطل لا حاصل له، و لهْو، اى فرح ینقضى لا بقاء له، و زینة، هو ان تتزین المرء فیها بما لا یحبه الله و لا یرضاه، و تفاخر بیْنکمْ، هو ان تفاخر الرجل جاره و قرینه، و تکاثر فی الْأمْوال و الْأوْلاد، اى مباهاة بکثرة المال و الولد.


قال ابن عباس هو ان یتطاول على اولیاء الله بماله و اولاده و قیل لعب، کلعب الصبیان و لهو کلهو الفتیان، و زینة، کزینة النسوان و تفاخر کتفاخر الاقران، و تکاثر، کتکاثر الدهقان.


و قال على (ع) لعمار لا تحزن على الدنیا فان الدنیا ستة اشیاء: مطعوم و مشروب و ملبوس و مشموم و مرکوب و منکوح. فاکبر طعامها العسل و هو بزقة ذبابة، و اکبر شرابها الماء و یستوى فیه جمیع الحیوان، و اکبر الملبوس الدیباج و هو نسیج دودة، و اکبر المشموم المسک و هو دم فارة ظبیة، و اکبر المرکوب الفرس و علیها یقتل الرجال، و اکبر المنکوح النساء و هو مبال فى مبال.


ثم ضرب لها مثلا و اخبر انها و ان کانت بهذه الصفة فانها غیر باقیة و لا هم مخلدون فیها، فقال: «کمثل الغیث»، الکاف فى موضع رفع على معنى انما الحیاة مثل غیث أعْجب الْکفار، اى الحراث نباته و سمى الحراث کفارا لانهم یسترون البذر تحت الارض و الکفر الستر و قیل هم الکفار المشرکون لانهم اکثر اعجابا بالدنیا و اشدهم حرصا علیها و قیل لان المومن یعرف موجبه فلا یعجبه و الکافر لا یعرف الموجب فیعجبه، ثم یهیج، ییبس و یأخذ فى الجفاف فیسمع له بما یدخله من الریح صوت الهائج، فتراه مصْفرا، بعد خضرته، ثم یکون حطاما، متحطما متکسرا بعد یبسه، و فی الْآخرة عذاب شدید و مغْفرة من الله و رضْوان، اى صار الناس کلهم فى الآخرة الى هذین الحرفین اما العذاب الشدید لاعداء الله و اما المغفرة و الرضوان لاولیائه و اهل طاعته، و ما الْحیاة الدنْیا إلا متاع الْغرور قال سعید بن جبیر متاع الْغرور لمن لم یستعمل فیها بطلب الآخرة و من استعمل بطلبها فله متاع بلاغ الى ما هو خیر منه.


قال ابن بحر الغرور جمع غر الثوب و هو طیه اى متاع ینطوى و ینقضى سریعا.


سابقوا إلى‏ مغْفرة منْ ربکمْ، اى سارعوا و بادروا الى عمل یوجب لکم، مغْفرة منْ ربکمْ، و هو الطاعة لله سبحانه و تعالى و التوبة الیه. قال انس بن مالک یعنى الى التکبیرة الاولى من الصلاة مع الامام و قیل الى الصف الاول و کان النبى (ص) یقول ان الله و ملائکته یصلون على المصلین فى الصفوف الاول.


و قیل الى متابعة محمد (ص) فان متابعته محبة الله عز و جل: و جنة عرْضها کعرْض السماء و الْأرْض، وصف الله تعالى عرضها و لم یذکر طولها تنبیها بذکر العرض على ما یلیق بها من الطول.


قال القتیبى لیس هو العرض الذى هو خلاف الطول و انما یرید بالعرض سعتها، یقال فضاء عریض اى واسع و انما شبه عرضها بعرض السماوات و الارض تمثیلا للعباد بما یعقلونه و یقع فى نفوسهم مقدار السماوات و الارض فلذلک قال کعرْض السماء و الْأرْض.


و قیل انما قال هاهنا کعرض السماء و الارض و قال فى آل عمران و جنة عرْضها السماوات و الْأرْض، لان الجنان اربع قال الله تعالى: و لمنْ خاف مقام ربه جنتان و قال: و منْ دونهما جنتان، فالذى هاهنا اراد به جنة من الجنان و ذکران عرضها کعرض سماء و ارض و الذى فى آل عمران عنى به الجنان، کلها أعدتْ للذین آمنوا بالله و رسله. هذا دلیل على انها مخلوقة و هو مذهب اهل السنة و الجماعة، ذلک فضْل الله، اخبر و بین ان ذلک الثواب غیر مستحق على الطاعات فان ذلک عطاوه یعطیه من یشاء من خلقه المومن و الله ذو الْفضْل الْعظیم، اى المن الکبیر و قیل المراد بالفضل النبوة.


و قال ابن عباس ذلک اشارة الى الدین یعطیه من یشاء من عباده.


ما أصاب منْ مصیبة فی الْأرْض و لا فی أنْفسکمْ، المصیبة فى الارض و الانفس نقص الانفس و الثمرات و ظهور الفساد فى البر و البحر و الموت و الاوجاع إلا فی کتاب یعنى فى اللوح المحفوظ منْ قبْل أنْ نبْرأها اى من قبل ان نخلق تلک الارض و تلک الانفس، إن ذلک على الله یسیر، اى حفظ ذلک على الله یسیر هین و هو تنفیذ القضاء على ما سبق به العلم و حق فیه الحکم فانه هین عند الله لانه خالقها و ان ذلک مقضى فى الکتاب قبل ان خلقها لا یشغله شأن عن شأن.


لکیْلا تأْسوْا على‏ ما فاتکمْ و لا تفْرحوا بما آتاکمْ، اى هذا الذى بینت لکم من حکم القضاء و القدر انما بینت لکم لکیلا تأسوا على ما فاتکم من الدنیا و نعمها و لا تفْرحوا بما آتاکمْ قرأ ابو عمرو بقصر الالف اى بما جاءکم من الدنیا اعتبارا بقوله: على‏ ما فاتکمْ و لم یقل افاتکم فذکر الله سبحانه ان التأسف على فوات الدنیا و نعیمها و الفرح بما ینال منها مذموم و ان الامر صادر عن القضاء و القدر فلا التأسف یرد فائتا و لا الفرح و الحرص یقرب معدوما و انما ذم تأسفا یوجب الجزع و الخروج عن حد الصبر الى الاعتراض و الشکایة و کذلک ذم فرحا یوجب بطرا و اشرا و لذلک قال تعالى و الله لا یحب کل مخْتال فخور، فالفرح الذى یودى الى التفاخر بالدنیا و التکاثر فیها و یوجب الخیلاء لصاحبها مذموم و اما الفرح بنعمة الله فغیر مذموم لانه یوجب الشکر و یعین على الطاعة بل هو عبادة الله حیث علم نعمة الله علیه.


قال ابن مسعود لان الحس جمرة احرقت ما احرقت و ابقت ما ابقت‏ احب الى من ان اقول لشى‏ء کان لیته لم یکن او لشى‏ء لم یکن لیته کان.


و قال جعفر بن محمد یا بنى آدم مالک تأسف على معدوم لا یرده الیک الفوت و مالک تفرح بموجود لا یترکه فى یدیک الموت، و قال الشاعر:


لا تطل الحزن على فائت


فقل ما یجدى علیک الحزن‏

سیان محزون على ما مضى


و مظهر حزنا لما لم یکن‏

الذین یبْخلون من صلة قوله: و الله لا یحب کل مخْتال فخور الذین صفتهم انهم یبْخلون و یأْمرون الناس بالْبخْل.


قیل هم الیهود، بخلهم کتمان صفة المصطفى محمد (ص) و کانوا یأمرون اتباعهم بکتمان صفته لئلا یکسد سوقهم و لا یبطل ریاستهم و لا ینقطع عن اموال السفلة مأکلتهم.


و قیل کان بخلهم منع الصدقات و ذلک ان الله سبحانه و تعالى امرهم باعطاء الصدقات فبخل المنافقون و الیهود و امروا اصحابهم بالبخل و منْ یتول یعنى عن الایمان و اعطاء الصدقات فإن الله هو الْغنی یستغنى عنهم فلا یعود الیه شى‏ء من معاصیهم الْحمید لا یلحقه نقص و لا عیب و قیل حمید یحمد عباده المومنین.


قرأ اهل المدینة و الشام فان الله الغنى باسقاط هو کما فى مصاحفهم.


لقدْ أرْسلْنا رسلنا بالْبینات، اى ارسلنا الانبیاء بالمعجزات الدالة على صدقهم فى دعوى النبوة و أنْزلْنا معهم الْکتاب اى مع الانبیاء الکتب التی یتضمن مصالح دینهم و دنیاهم یعرف منها مائة کتاب و اربعة کتب.


و قیل: الرسل هاهنا الملائکة لقوله: معهم و الانبیاء ینزل علیهم و الیهم و الْمیزان فیه ثلاثة اقوال: احدها انزل عین المیزان زمن نوح (ع) و قیل على آدم (ع) و القول الثانى: انزل علیهم و صفه و عرفهم کیف یتخذونه. و القول الثالث المیزان هو العدل اى امرهم باقامة العدل و بالعدل فى المیزان و الدلیل علیه انه ذکر معهم بلفظ الجمع و المیزان الذى یتعامل علیه انما نزل على واحد منهم و الامر باقامة العدل مع جمیع الانبیاء لیقوم الناس بالْقسْط، اى بالعدل فى معاملاتهم ایفاء و استیفاء و لا یظلم احد احدا فى ذلک.


و أنْزلْنا الْحدید، جمهور المفسرین على ان آدم (ع) نزل الى الارض و معه العلاة و المطرقة و الکلبتان و الإبرة و عن ابن عباس قال: ثلاثة اشیاء نزلت مع آدم (ع): الحجر الاسود و کان اشد بیاضا من الثلج. و عصا موسى و کانت من آس الجنة طولها عشرة اذرع. و الحدید.


و عن ابن عمر عن النبى (ص) قال ان الله عز و جل انزل اربع برکات من السماء الى الارض و الحدید و النار و الماء و الملح.


و قیل معنى انزل هاهنا خلق و اظهر کقوله: و أنْزل لکمْ من الْأنْعام.


و قیل: انزل الماء فانعقد به جوهر الحدید فاصله من الماء و هو منزل فیه بأْس شدید، اى یتحصن به عن العدو باتخاذ الدرع و المغفر منه و باتخاذ السیف و السنان و غیر ذلک منه و منافع للناس، فى الحرث و الحصود و سائر الصناعات.


و قیل لا یتم فى الدنیا من امورها الا بالحدید و منفعتها، و لیعْلم الله منْ ینْصره و رسله اى لیرى الله من ینصر دینه و من یضرب بالسیف و الزجاج و النصال فى سبیله و ینصر اولیاءه و رسوله قوله بالْغیْب یعنى و هم مومنون بالله بظهر غیب منهم لم یعاینوه و انما یحمد و یثاب من اطاع بالغیب إن الله قوی عزیز، اى قدیر منیع منتقم من عباده غالب لا یغلبه احد اشار بهذا الى غناه فى نصرة دینه عن الانصار و الضاربین فى سبیله بالسیف.


و لقدْ أرْسلْنا نوحا و إبْراهیم خصا بذکر لانهما ابوان للانبیاء فالبشر کلهم من ولد نوح و العرب و العبرانیون کلهم من ولد ابراهیم و جعلْنا فی ذریتهما النبوة و الْکتاب اى الکتب فهو للجنس و قیل الخط بالقلم فمنْهمْ اى من الذریة مهْتد اى من اهتدى باتباع الرسل و اخذ بما فى الکتاب و کثیر منْهمْ فاسقون خارجون عن الایمان و الطاعة.


ثم قفیْنا على‏ آثارهمْ برسلنا، اى ارسلنا رسولا بعد رسول على اثر نوح و ابراهیم و من مضى من الانبیاء، و قفیْنا بعیسى ابْن مرْیم، اى اتبعنا آثار هولاء الرسل بعیسى بن مریم و آتیْناه الْإنْجیل، جاءه دفعة واحدة و جعلْنا فی قلوب الذین اتبعوه على دینه رأْفة، هى اشد الرحمة و رحْمة لبعض على بعض کانوا متوادین متراحمین کما قال الله تعالى فى وصف اصحاب النبى (ص) رحماء بیْنهمْ و قیل امروا بالصفح عن اذى الناس و قیل لهم من لطم خدک الایمن فوله خدک الایسر و من سألک رداءک فاعطه قمیصک، وصفوا بالرحمة خلاف الیهود الذین وصفوا بالقسوة، و رهْبانیة ابْتدعوها لیس هذا بعطف على ما قبله و انتصابه بفعل مضمر کانه قال و ابتدعوا رهبانیة و الرهبانیة من الرهبة و معناها البلوغ فى النسک اعلى المبالغ مع الانقطاع عن الناس و الخلوة بالعبادة فى الصوامع و البیوت و ترک المطاعم الترفه، ابْتدعوها، من تلقاء انفسهم لم نامرهم بها.


قال ابن عباس هم قوم رأوا المنکر فلم یقدروا على تغییره فساحوا فى الارض و لزموا البرارى.


و قال قتادة: رفضوا النساء و اتخذوا الصوامع ما کتبْناها علیْهمْ اى لم نامرهم و لم نوجبها علیهم إلا ابْتغاء رضْوان الله یعنى لکنهم ابتغوا رضوان الله بتلک الرهبانیه التی حملوها انفسهم من المشاق فما رعوْها حق رعایتها و ضیعوها و کفروا بدین عیسى فتهودوا و تنصروا و دخلوا فى دین ملوکهم و ترکوا الترهیب و اقام منهم اناس على دین عیسى (ع) حین ادرکوا محمدا (ص) فآمنوا به و ذلک قوله: فآتیْنا الذین آمنوا منْهمْ أجْرهمْ و هم الذین ثبتوا علیها و هم اهل الرأفة و الرحمة و قیل هو النجاشى و من آمن من قومه و من نصارى نجران و تغلب و لخم و تمیم و الروم و کثیر منْهمْ فاسقون، و هم الذین ترکوا الرهبانیة و کفروا بدین عیسى (ع).


و فى ذلک ما روى ابن مسعود قال کنت ردیف رسول الله (ص) على حمار فقال یا بن ام عبد هل تدرى من این اتخذت بنو اسرائیل الرهبانیة قلت الله و رسوله اعلم، قال ظهرت علیهم الجبابرة بعد عیسى (ع) یعملون بمعاصى الله فغضب اهل الایمان فقاتلوهم فهزم اهل الایمان ثلث مرات فلم یبق منهم الا القلیل فقالوا ان ظهرنا لهولاء افنونا و لم یبق للدین احد یدعو الله فتعالوا نتفرق فى الارض الى ان یبعث الله النبى الذى وعدنا عیسى یعنون محمدا (ص) فتفرقوا فى غیران الجبال و احدثوا رهبانیة فمنهم من تمسک بدینه و منهم من کفر، ثم تلا هذه الآیة: و رهْبانیة ابْتدعوها.. الآیة، فآتیْنا الذین آمنوا منْهمْ أجْرهمْ یعنى من ثبتوا علیها ثم قال النبى (ص) یا بن ام عبد أ تدرى ما رهبانیة امتى، قلت الله و رسوله اعلم، قال الهجرة و الجهاد و الصلاة و الصوم و الحج و العمرة و التکبیر على التلاع.


قال الزجاج قوله: إلا ابْتغاء رضْوان الله، موضعه نصب لانه بدل من الهاء فى قوله: ما کتبْناها و التقدیر: «ما کتبنا علیهم الا ابتغاء رضوان الله» فیکون مفعولا به و المعنى ما کتبنا علیهم الا ائتمار ما امرناهم به و ما رعوا ما امرناهم به من ابتغاء الرضوان حق رعایتها، اى انهم قصروا فى طاعتنا و فیما امرناهم بها و قیل فما رعوْها حق رعایتها اذ بدلوا دینهم و لم یومنوا بمحمد، فیکون المراد بهم من کان منهم فى زمن النبى (ص) فآتیْنا الذین آمنوا، بمحمد (ص)، منْهمْ أجْرهمْ و کثیر منْهمْ فاسقون، کافرون.


روى عن ابن مسعود قال دخلت على رسول الله (ص) فقال یا بن مسعود اختلف من کان قبلکم على اثنتین و سبعین فرقة نجا منها ثلاث و هلک سائرهن: فرقة آذت الملوک و قاتلوهم على دین عیسى (ع) فاخذوهم فقتلوهم و فرقة لم یکن لهم طاقة بموازاة الملک و لا بان یقیموا بین ظهرانیهم یدعوهم الى دین الله عز و جل و دین عیسى (ع) فساحوا فى البلاد و ترهبوا


و هم الذین قال الله تعالى: و رهْبانیة ابْتدعوها ما کتبْناها علیْهمْ، قال النبى (ص) من آمن بى و صدقنى و اتبعنى فقد رعاها حق رعایتها و من لم یومن بى فاولئک هم الهالکون، فلما بعث النبى (ص) و لم یبق منهم الا قلیل، حط رجل من صومعته و جاء سائح من سیاحته و صاحب الدیر من دیره و آمنوا به فقال الله عز و جل: یا أیها الذین آمنوا، بموسى و عیسى‏ اتقوا الله و آمنوا، بمحمد (ص)، یوْتکمْ کفْلیْن منْ رحْمته، یعنى یوتکم اجرین لایمانکم بعیسى و الانجیل و بمحمد و القرآن.


و فى الحدیث الصحیح عن رسول الله (ص) قال: ثلاثة یوتون اجرهم، مرتین: رجل کانت له جاریة فادبها فاحسن ادبها ثم اعتقها و تزوجها و رجل من اهل الکتاب آمن بکتابه و آمن بمحمد (ص) و عبد احسن عبادة لله و نصح سیده.


سعید بن جبیر گفت: رسول خداى (ص) جعفر را فرستاد بحبشه با هفتاد کس از اصحاب خویش تا نجاشى را و قوم وى را بدین اسلام دعوت کنند. نجاشى با چهل مرد از قوم وى ایمان آوردند و دین اسلام قبول کردند، چون خواستند که باز گردند، آن چهل مرد گفتند راه ایشان بحر است، و احوال بحر ما بهتر دانیم تا با ایشان برویم و ایشان را ببحر باز گذرانیم، و نیز پیغامبر (ص) به بینیم و بدیدار وى بیاساییم و فائده گیریم، ایشان بیامدند و درویشان صحابه را دیدند سخت درویش و بى‏نوا و بى‏حال از رسول خدا دستورى کردند، تا بروند و از مال و نعمت خویش بهره‏اى بیارند براى درویشان صحابه و مواساة با ایشان. رسول خدا ایشان را دستورى داد تا برفتند و مال آوردند و بصحابه تفرقه کردند، رب العالمین در شأن ایشان آیت فرستاد: الذین آتیْناهم الْکتاب منْ قبْله همْ به یوْمنون. قومى از اهل کتاب که ایمان نیاورده بودند با مسلمانان گفتند که الله تعالى ایشان را که بهر دو کتاب ایمان آوردند از مزد دو بهر داد. ما کتاب خویش را ایمان آوردیم از مزد یک بهره است همچون مزد شما، پس شما را بر ما فضل نیست.


رب العالمین بجواب ایشان این آیت فرستاد: یا أیها الذین آمنوا اتقوا الله و آمنوا برسوله، یوْتکمْ کفْلیْن منْ رحْمته.


یعنى که اندو بهره از مزد کسى را بود که ایمان آرد بمحمد (ص) و نیز او را نور دهند و مغفرة. اما کسى که ایمان بمحمد نیارد، او را هیچ مزد نیست.


قوله: و یجْعلْ لکمْ نورا تمْشون به یعنى على الصراط کما قال الله تعالى: نورهمْ یسْعى‏ بیْن أیْدیهمْ، و قیل النور هو القرآن یحمله المومن یقظان و نائما و قاعدا و قائما.


و قیل هو الهدى و البیان اى یجعل لکم سبیلا واضحا فى الدین تهتدون به، و یغْفرْ لکمْ ذنوبکمْ و الله غفور رحیم.


لئلا یعْلم أهْل الْکتاب، لا فى هذه الکلمة زائدة که فى قوله: ما منعک ألا تسْجد یعنى ان تسجد و انما یحسن ادخالها فى کلام یدخل فى آخره او اوله جحد، و المعنى: لیعلم الذین لم یومنوا انهم لا اجر لهم و لا نصیب لهم فى الفضل.


و قیل نزلت هذه الآیة فى ان اهل الکتاب اطول زمانا و اکثر اجتهادا و اقل اجرا و هذه الامة اقصر مدة و اقل سعیا و اعظم اجرا و به‏


قال رسول الله (ص): انما مثلنا و مثل الذین اوتوا الکتاب من قبلنا مثل رجل استأجر اجیرا فقال: من یعمل لى الى آخر النهار على قیراط قیراط فعمل قوم ثم ترکوا العمل نصف النهار ثم قال: من یعمل لى نصف النهار الى آخر النهار على قیراط قیراط، فعمل قوم الى العصر على قیراط قیراط ثم ترکوا العمل، ثم قال: من یعمل لى الى اللیل على قیراطین قیراطین.


فعمل قوم الى اللیل على قیراطین قیراطین. فقال الطائفتان الاولیان: ما لنا اکثر عملا و اقل اجرا. فقال: هل نقصتکم من حقکم شیئا، قالوا: لا قال: ذلک فضلى اوتیه من اشاء و معنى الآیة: ان القرآن و الاجر و النبوة و الرزق بید الله یملکه دونهم، یوْتیه منْ یشاء، اى یعطیه من هو اهل لذلک، و الله ذو الْفضْل الْعظیم اى ذو الافضال على من یشاء من عباده المومنین.